انحسار

إنّ الجسد هو نقطة انطلاقي للتفكير في علاقتنا بالكائن الحيّ وأحاول في هذا المقال تناول الأحداث الاجتماعية بالدرس من خلال الآثار التي تتركها في الجسد باعتباره تجربة ذاتيّة تشكّل جزء من تكوين العالم الذي نحيا فيه. يتعلّق الأمر بالخوض في الفكرة التي ترى أنّ المكان الذي نحتلّه ونتنتقل في أرجائه هو في تفاعل دائم مع أجسادنا وهي في حركة دؤوبة.

فالجسد بوصفه نقطة الالتقاء بين الإنسان والعالم هو في منتصف الطريق بين الداخل[ الذات] والخارج الذي يحتويه. على هذا النحو هل يمكن اعتباره المجال الأساس الذي يلتقي فيه الإنسان في كلّ لحظة بالأخرين و بالكون برمّته. فعندما لا تستطيع ذاكرتي أن تشكّل بسرعة صورة عن الآخرين ألتفت فورا إلى محيطي الذي أعيش فيه ألا وهي المدينة.

أنا إذن جسد في علاقة بمحيطي وأشكّل صورة عن الكائن الحيّ. فإذا كان «الجسد الأسود» هو المجال الأوّل للعمليّات الممسرحة، فأنا حيئنذ أجد نفسي أتّخذ الخطّ المستقيم الذي يقودني إلى الانشغالات الفنّية في جزر الكاراييب[ في أمريكا الوسطى] التي خلقت منّي ما أنا عليه اليوم، فأهتمّ هكذا بالعلاقة بين الكائن والمكان، أي الجسد ( لا فقط من منطلق إعادة تعريف الصورة التي ينتجها المتخيّل له وإنّما كذلك باعتبار الجسد ناقلة سرديّة).

لماذا ننشغل بالجسد والمدينة؟ لأنّه كما يقول الفيلسوف دينتام توام بونا (Denetem Touam Bona) : « تُوجد دائما صلة حميمة بين الطريقة التي يتعامل بها مجتمع مع محيطه في مظاهره المختلفة وما يفعله بأحلامه».

إنّ مدينة داكار لمدينة مذهلة وتعجّ بالخلق ولكنّها مخيفة تماما مثلما هو عليه الاتجاه الذي تقودنا إليه حداثتنا. فالازدهار الذي تعيشه داكار هو رمز لتحويل الكائن الحيّ إلى بضاعة ووضع أنماط الوجود المختلفة في قالب واحد. فما يشغلني فيها هو نشاطنا الإنساني المدمّر الذي يتمّ تحت يافطة التطوّر الرأسمالي. يرى هنري لابريت (Henri Laborit) أنّ التوسّع الحضري يقوّي من القدرة على تنمية الربح المالي وتمتين البنية الاقتصاديّة الاجتماعيّة. إنّ المدينة تمثّل البيئة الأساسيّة المناسبة لإنتاج المواد المعدّة للاستهلاك والترويج لها وتوزيعها بإدعاء الرغبة في تلبية حاجات الناس وتمكين الجميع من تحصيل السعادة. وهذا شكل من أشكال الاغتراب الذي لا يقود إلّا للهروب إلى الأمام والإفلات من مواجهة الواقع. ومن هنا أحاول أن أجد في الصورة [ المتخيّل الذهني] بمعيّة الجسد إنشائية متعلّقة بالمكانيّة.

Elise Fitte-Duval

إيليز فيت-ديفال (Élise Fitte-Duval) فنّانة وُلدت في المارتينيك (Martinique) و تعمل في السينغال منذ عشرين عاما. وهي حاصلة على شهادة من مدرسة الفنون التشكيليّة بالمارتينيك سنة 1989 وكذلك على شهادة من المدرسة الوطنيّة العليا للفنون الزخرفيّة بباريس في اختصاص التصوير الفوتغرافي سنة 1986. وهي تواصل بحثا فوتغرافيّا في شكل سرديّ من خلاله تسعى إلى استكشاف ما هو إنساني واجتماعي وحضريّ 2011.

حصلت «ايليز غيت-ديفال» على جائزة افريقيا دارنا (Casa Africa) لامرأة فوتوغرافيّة في « ملتقيات فوتغرافية» المنعقد ببماكو سنة 2011. ومنذ سنة 2018 اعتُمدت مصوّرة فوتغرافيّة ضمن هيئة التحرير من الوكالة الصحفيّة «بانابراس» (PANAPRESS)، وهي وكالة افريقية تهتمّ بعموم القارة.

https://www.geantesinvisibles.com

https://www.fondation-clement.org/decouvrir-les-expositions/exposition-collective-visions-archipeliques

https://aica-sc.net/2016/10/21/elise-fitte-duval-la-photographie-comme-document/

https://aica-sc.net/2016/10/21/elise-fitte-duval-la-photographie-comme-document/

http://dakar-bamako-photo.eu/fr/fitte-duval-biographie.html

https://www.sandramaunac.com/fr/projets/dakar-corps-a-corps/

https://www.africanphotographynetwork.org/elise-fitte-duval

https://www.facebook.com/ker.thiossane/posts/2085279318161039/

https://www.manege-reims.eu/les-artistes/faustin-linyekula-studios-kabako

https://www.au-senegal.com/IMG/article_PDF/Corps-et-ames-a-la-Galerie-Atiss,2739.pdf

https://www.youtube.com/watch?v=G7fUzq3RRbg&t=819s